سؤال 1212 من 4276
١) لا توجد أمة على وجه الأرض لا تفتخر وتعتز بحضارتها، حتى الدول التي توارت عن مسرح التاريخ، لا تنسى ما وصلت إليه من حضارة سابقة وتعتز بها. ولقد عرف الإنسان بأنَّ هناك علاقة ما بين الأرض و السماء، و تتأثر الأرض بتغيرات ما تحصل في السماء، و اتخذ الإنسان اليوم كأبسط وحدة زمنية بشروق و غروب الشمس، وتطور الوضع به حتى وضع التقويم حيث إنّ كثرة الأحداث المتتالية عبر الزمن تجعله يقوم بدوره التاريخي فيحفظ لنا التقويم الزمن.٢) كان المصريّون القدماء يستخدمون السنة الشمسيّة التي قسَّموها إلى اثني عشر شهرًا تقويمًا لهم، واتخذوا الاعتدال الخريفي بداية للسنة عندهم لأنَّه شهر العمل والزرع وفيضان النيل عند شهر توت، ومما يؤخذ على تقويمهم هذا أنهم لم يتخذوا حادثة ثابتة يؤرخون بها. وكذلك اليونان فالتقويم اليوناني وبدايته توافق السنة التي احتل فيها سيلوسس غزّة، وهو تقويم شمسي، وللرومان تقويمًا خاصًّا بهم فاقتبس الرومان شهورهم من جيرانهم الألبان وهي عشرة شهور فقط، واتخذ الرومان بناء روما بداية لتاريخهم واستمر الأمر كذلك طوال عصور كثيرة حتى عهد الإمبراطور يوليوس قيصر الذي أمر بعد ذلك بوضع نظام ثابت للتقويم الروماني لإنقاذه مما أصابه من خلل السنين فتم وضع التقويم اليولياني الوثني، وفيه السنة الشمسية هي أساس التقويم الروماني، فجعل السنة الكبيسة تساوي ٣٦٦ يومًا والعادية ٣٦٥ يومًا، وهذا هو التقويم الذي عُدّل بعد ذلك وصار التقويم اليولياني المسيحي، وسُمّي بالميلادي نسبةً إلى ميلاد المسيح - عليه السلام - حيث جعلوا ميلاد المسيح هو بداية لهذا التقويم. و العرب كانوا يستخدمون السنة القمرية، والسنة الشمسية القمرية وأنهم كانوا يمارسون النسيء والكبس والازدلاف ، كما إنهم اتخذوا عدة حوادث بداية لتاريخهم، منها بناء الكعبة المشرفة، وسيل العرم، وعام الفيل وغير ذلك، أما التاريخ الذي اعتمد فيه هذا التقويم العربي فهو يعود إلى نحو سنة ٤١٢ للميلاد، وإن الأشهر الحالية قد اتخذت أسماءها المعروفة بها اليوم، في تلك الفترة.٣) لم يتخذ المسلمون بداية لتاريخهم في عهد أبي بكر بسبب قصر المدة ، والانشغال بحروب الردة ، فلما كانت السنة السابعة عشرة من هجرة الرسول الكريم، رأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن يتخذ للمسلمين حدثًا يكون لهم عيدًا به يبدؤون تاريخهم، فجمع المسلمين وشاورهم، فمالوا إلى اتخاذ ميلاد الرسول الكريم بدايةً لتاريخهم ، وما منعهم من الاجتماع على هذا الرأي إلا اختلافهم حول يوم الولادة، فعدلوا عنه واتخذوا الهجرة بداية لتاريخهم لأنهم عاصروها جميعًا وعاشوا مراحلها ساعةً بساعة. فأقرَّهم عمر على ذلك وهكذا بدأ التاريخ الهجري.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!