سؤال 823 من 4276
١- تعود معرفتنا بباطن الأرض إلى مصادر ووسائل عدّة. منها الحفريات التي تطال مئات الأمتار الأولى، وما تحمله إلينا البراكين من غازات ومواد صلبة تُنير بعد دراستها ظلمات الأعماق حتى ٢٠٠ كيلومتر تقريبًا. وأيضًا هناك النيازك التي تهبط من الفضاء وتشير بتركيبتها الكيميائية إلى مادة الأرض كما كانت في الدهر العتيق. غير أنَّنا ندين بمعظم ما نعرفه عن باطن الأرض إلى المسح الزلزالي.٢- التعبير يبدو علميًّا يصعب فهمه، ولكن مبدأه بسيط يعرف الجميع ما يشبهه. فعندما يقوم البعض بشراء ثمرة بطيخ، نراه يقرع قشرتها بعقدة إصبعه ليسمع الصدى الداخلي الذي يشير إلى ما إذا كان لبّ الثمرة صلبًا، أم طريًّا فيه ماء كثير نتيجة النضوج.٣- المسح الزلزالي يشبه ذلك تمامًا. فهو يقوم على دراسة باطن الأرض من خلال الموجات الصوتية وارتداداتها. فالصوت ينتقل بسرعات مختلفة ما بين الهواء والأجسام الصلبة والسوائل. ومن خلال إطلاق موجة اهتزازات صوتية ورصد مسيرتها وارتداداتها بواسطة أجهزة لاقطة وحسَّاسة، يمكن وضع تصور لنوعية المواد التي عبرتها هذه الموجات في الأعماق. ويمكن لأجهزة الكمبيوتر المُعالِجة أن تُقدِّم صورة لهذه الأعماق تحاكي تصوير ما في داخل جسم الإنسان بواسطة أشعة إكس. وهذه الموجات الصوتية يمكن إطلاقها بواسطة جهاز خاص هو عبارة عن شاحنة تحمل ثُقلًا كبيرًا تضرب به الأرض. ومع ذلك يقتصر مجال عمل هذه الأجهزة على نطاقات محلية وأعماق لا تتجاوز بضعة كيلومترات. أمَّا لدراسة باطن الأرض وصولًا إلى اللُّب فالاعتماد يقوم على رصد الموجات الصوتية للزلازل الطبيعية والتفجيرات النووية. والنتائج العلمية المحصودة من هذه (الكوارث) مدهشة في دقتها.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!