سؤال 820 من 4276

عنوان القطع الأساسي هو (عمل الأطفال) ويمكن أن يكون عنوانها الفرعي:

١) ظاهرة عمل الأطفال تعد من أخطر الأزمات التي يتعرَّض لها العالم بأسره فتشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال غير مؤهلين جسديًّا ونفسيًّا للقيام بها له مضار على المجتمع بأكمله وليس الطفل العامل فحسب. وينقسم عمل الأطفال إلى قسمين: الأول سلبي، وهو العمل الذي يضع أعباء ثقيلة على الطفل ويستغله اقتصاديًّا مما يؤدي إلى تهديد سلامته وصحته ورفاهيته، والثاني إيجابي، ويتضمن كافة الأعمال التطوعية والتي تكون لها آثار إيجابية تنعكس على نمو الطفل العقليّ والجسديّ والذهني وخاصة إذا ما قام به الطفل باستمتاع ورغبة.٢) هناك العديد من الاتفاقيات الدولية التي جرَّمت بدورها الاستغلال الاقتصادي للأطفال حيث أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام ١٩٨٩م اتفاقية حقوق الطفل التي عرَّفت الطفل بأنَّه : كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وأكدَّت على ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي، ومن أداء أيّ عمل يُرجَّح أن يكون خطرًا على الطفل، وأوجبت على المنظمات الإقليمية والدول الأطراف فيها اتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية التي تكفل هذه الحماية وأن تتكاتف المنظمات الإقليمية والمحلية والدولية من أجل القضاء على ظاهرة عمالة الطفل.٣) إحصاءات عمالة الأطفال غير دقيقة لأن بعض الدول لا تعير هذه القضية اهتمامًا، ولكن تقدر منظمة العمل الدولية عدد الأطفال العاملين في العالم بنحو ٢٥٠ مليون طفل في الفئة السن ٥ - ١٤ سنة، ١٢٠ مليون منهم يعملون كل الوقت وأكثر من ثلثيهم حوالي ٧٠,٤٪ يعملون بالزراعة. وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة عالمية وهناك تباين بين الدول في هذه النسبة لكن للدول النامية النصيب الأكبر في هذه الأزمة.٤) وعن أسباب عمالة الأطفال فقد اعتاد أطفال القرى والأماكن الفقيرة في الدول النامية العمل منذ الصغر، حيث ينتشر الجهل والتسرُّب من التعليم، ومن يحالفه الحظ ويلتحق بالمدارس يعاني من ضعف الخدمات والإمكانيات في المدارس، بالإضافة إلى سوء البيئة التربوية وتدنيها.٥) ومن أسباب خروج الأطفال للعمل أيضًا فقد سيطر على مجتمعنا بعض المعتقدات الخاطئة كعدم جدوى استمرار الأطفال بالتعليم وأنَّ مستقبلهم فى تعليمهم مهنة تؤمّن لهم مستقبل آمن، وكذلك فالمجتمعات العربية تهمِّش تعليم الفتيات كما أنّها لا تعتبر عمل الفتايات بالمنزل والمساعدة في الحقل عملًا حقيقيًّا، ومع الهجرة من الريف إلى المدينة تزداد مثل سيطرة هذه المفاهيم الخاطئة حيث يعمل الأطفال في الورش وفي مهنٍ مثل الحلاقة، الخياطة، الميكانيكا، الصياغة، الأفران وأيضًا العمل في المصانع غير المرخَّصة والتي تتواجد في الضواحي وأطراف المدن الكبيرة، بالإضافة إلى ضرورة تعليم الأبناء مهنة الآباء والأجداد في المجتمع العربي الأمر الذي يؤدي إلى نزول الأطفال إلى العمل بحرفة الأهل للمحافظة على أعمالهم. بل إنّ بعض العائلات أصبح تقليدًا لديهم أن يعمل أطفالهم، و ما زاد الطين بِلَّة أنَّ هذه الفئة من الأطفال العاملة أصبحت تملك الأموال مما نتج عنه طمعهم في امتلاك المنتجات الباهظة الثمن؛ لأنَّها غاية طموحهم.٦) وظهرت فئة من الأطفال في معظم بلدان العالم أطلقت عليهم منظمة اليونيسيف عام ١٩٩٢م في مؤتمرها العالمي (أطفال الشوارع) وتضم هذه الفئة الأطفال الذين يعد الشارع محل إقامتهم المعتادة، ولا يجدون حماية كافية. ويندرج تحت هذا التعريف المنحرفون والأحداث واللقطاء والعمال الأطفال غير المتكيفين مع البيئة،إلى جانب الأطفال العاملين في المصانع الصغيرة و الذين يعتقد الناس أنَّهم أطفال شوارع وهم ليسوا أطفال شوارع فهؤلاء الأطفال يعودون في نهاية اليوم مع أهاليهم إلى منازلهم في الأحياء الفقيرة.٧) لمعالجة ظاهرة عمالة الأطفال يجب معالجة المشاكل المتعلقة بالأسرة من فقر وبطالة وتوفير الاحتياجات الأساسية وبعدها يكون لدينا قدر من الشجاعة فى وضع قوانين من شأنها معاقبتهم فى حالة إخراج أبنائهم للعمل فى سنِّ صغير، وأيضًا ستكون لدى الأسر الفقيرة المعدمة والتى لم تعد كذلك القدرة على تعليم أبنائهم وإدخالهم المدارس، كما أنّه يجب تفعيل دور المنظمات الدولية فيما يخص الاتفاقيات المتعلقة بعمل الأطفال خصوصًا وحقوق الطفل عمومًا.

أسئلة مشابهة في استيعاب المقروء