سؤال 658 من 4276
١) يغطي مفهوم الذكاء الانفعالي مجموعة واسعة من المهارات والاستعدادات التي تخرج عن نطاق قدرات الذكاء التقليدي والذكاء الوجداني:"القدرة على إدراك الانفعالات ومضمونها والتعبير عنها بشكل دقيق وتوافقي، بما في ذلك قيم المشاعر وإنتاجها التي تسهل الأنشطة الأخرى. كما يتضمن تنظيم الانفعالات لدى الفرد والآخرين." وبالتالي فإنَّ الذكاء الانفعالي يتضمن قدرة الشخص على التعرف على مشاعره وانفعالاته، وعلى التعامل مع المشاعر السلبية كالشعور بالإحباط وتراكم ضغوط الحياة بحيث يتمكن من استخدام وتوظيف المشاعر للوصول إلى قرارات سليمة، فلو كانت حالتنا النفسية غيرجيدة تقلّ التلقائية لدينا.٢) إنَّ الوجدان والتفكير متداخلان تداخلًا وثيقًا. والظروف الآمنة البعيدة عن التهديد والقلق تكسب الفرد المعلومة والخبرة بأمان، حيث يزداد تركيزه وتزداد قدرته على استدعاء الخبرات السابقة، وبالتالي فهم الموقف والتعامل معه عقليًّا ومنطقيًّا. وعندما تكون الخبرة مصحوبة بانفعال إيجابي كالفرح أو الإنجاز مثلًا يزداد إتقان المعلومة وحفظها والاستفادة منها، حيث يسجل الدماغ هذه المعلومة، وكأنًّه يقول لنفسه: هذه المعلومة هامة احفظها وتذكرها واستخدمها مستقبلًا. وتعتبر هذه المشاعر الإيجابية التي ترافق الخبرة بمثابة مكافأة ذاتية للدماغ، وهي التي تدعو العقل مستقبلًا لممارسة أشكال التفكير المختلفة كالابتكار والاستكشاف والإنجاز؛ لأنَّ المخ في هذه الحالة يكون آمنًا.٣) اختلف علماء النفس في تقسيم تصرُّفات الإنسان، فمنها ما يتعلق بالناحية الوجدانية من العواطف، كالحبِّ، والكره، والانتماء، وما إلى ذلك. ومنها ما يتعلق بتصرُّفات الإنسان المعيشية وتشمل من الأفعال ما يتصف بالآلية في حدوثه، ومنها ما يتعلق بإرادة الإنسان وأفعال الإرادة هي الأفعال التي يعملها عن وعيٍ تام بها ولا تتصف بالتكرار غالبًا.٤) يقودنا هذا التفسير للإرادة لطرح السؤال: ما هي العادة ؟ في الحقيقة إنَّ العادة هي: أفعال تقترن بتكرار، ويمكن تصنيفها إلى نوعين: أولهما العادة التي تتصف بمناقضة الإرادة وغالبًا ما تكون هذه العادة مجموعة من التصرفات السيئة التي يفعلها الإنسان رغمًا عنه وبشكل مناقض لإرادته، ولكنه يكون ضعيفًا أمامها ويصعب عليه تغييرها، وتتدخل الإرادة في بعض الأحيان لكبح هذه العادة أو التقليل منها بشكل أو بآخر.٥) أمَّا النوع الآخر من العادات فهي العادات التي تكون مقترنة بجهد أو عمل يبذله الإنسان، وهذه العادات تُعدُّ مفيدة؛ حيث أنَّها تساعد الإنسان على إنجاز الأعمال التي تحتاج إلى مجهود؛ فمثلًا الصانع، أو البنّاء، أو الكاتب، أو السائق، فقد تعوَّد هؤلاء على بذل المجهود وأصبح عادةً لديهم وقد يواجهون صعوبةً في أوَّل الأمر؛ بسبب كونها إرادة في البداية، ثمَّ ما يلبث أن يتعود عليها؛ لذلك إذا كان يصحُّ أن نصف هذا النوع من العادات فمن الأحرى أن نصفها بالإرادات.٦) يمرُّ أيُّ فعلٍ يقوم به الإنسان في مراحل متعددة، تبدأ أُولى هذه المراحل بمرحلة تصور الفعل؛ أي أنَّ العقل يقوم بتوقع ما سيحدث بناءً على ما ينشد فعله ومعطيات الواقع، ثمَّ يدخل الإنسان بعدها مرحلة النقاش مع الذات، لتحديد عواقب هذا الفعل، وفوائده، ويؤثّر في أخلاقياته، وطريقة تفكيره، ومعتقداته، وأيضًا مستواه الثقافي. المرحلة التالية هي مرحلة اتخاذ القرار كنتيجة معتمدة علي المرحلة السابقة. وآخر مرحلة هي مرحلة تنفيذ ذلك الفعل ونقله إلى أرض الواقع. وأمَّا عوامل ارتباط العادة بالوراثة فلن نفصِّل في هذا الباب لكثرة فروعة وشجونه.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!