سؤال 4196 من 4276

من الفقرة (2) العلاقة بين وعي الإنسان وسلوكه الاستهلاكي ..................

١- أغرق السلوك الاستهلاكي المكثف الإنسان في طوفان من المشاكل المتعلقة بتلوث البيئة , وما لم يأخذ الإنسان حذره فقد يغرقه هذا السلوك في طوفان حقيقي . ولا يمكن أن نلقي اللوم على الإنسان المعاصر كما يردد الكثيرون بأن الإنسان في عصرنا أسوأ من الإنسان في الماضي، لأن في كل زمان حسناته وخطاياه وعلى قدر حسناته تكون خطاياه، ويعتبر السلوك الاستهلاكي للإنسان المعاصر أكبر مشكلاته التي أدت إلى التلوث البيئي .٢- إن الإنسان المعاصر، خاصة إنسان الدول الصناعية المتقدمة، غالباً ما يكون في غاية النضج، و لكن سلوكه الاستهلاكي يكون متناقضاً تماماً مع هذا النضج، وفي دراسة أجريت في ألمانيا في أوائل الثمانينات احتل التلوث البيئي مرتبة عالية في أولويات الهموم، ولكن مع عام 1984 قفز هذا الهم إلى المرتبة الثانية ومنذ عام 1989 استأثرت مشكلة التلوث بالمركز الأول عن الاهتمام الشعبي بألمانيا . 3- وقد أظهرت نتائج الدراسة أن كثيراً من الألمانيين على استعداد لتغيير أساليب تسوقهم وتحمل بعض التضحيات من أجل صيانة البيئة، ومع ذلك فلم يحدث أي تغيير واقع بخصوص السلوك الاستهلاكي للمواطن الألماني . وهذا ليس حكراً على الألمان على ما عليه الشعوب الأخرى . 4- ولعل الكم الهائل من الإعلانات الدعائية التي تزخر بها أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة هو أحد المقاييس لنزعة الاستهلاك التي ألمت بالإنسان المعاصر ، إذ أن هذه الإعلانات المكلفة لا جدوى منها ما لم يكن الاستهلاك يغطي تكاليفها ويزيد كثيراً ، حتى أصبح الإنسان الحديث ليس مجرد كائن استهلاكي، بل هو أيضاً متخبط في هذا الاستهلاك . 5- يعيش إنسان اليوم بأسلوب استهلاكي غير مسؤول وكأن لسان حاله يقول : أنا وبعدي الطوفان , ولكنه كنوع من الأحياء التي تسعى بالغريزة إلى الحفاظ على نفسها من الانقراض , بل لا بد أن يشغل فكره دائماً بالسؤال عن شكل البيئة التي سوف يتركها من بعده لأبنائه وأحفاده . ومهما يكن من أمر الحاضر , فمن المتيقن أن العقود القليلة القادمة سوف يتحسن فيها السلوك الاستهلاكي للإنسان من أجل الحفاظ على البيئة.

أسئلة مشابهة في استيعاب المقروء