سؤال 3471 من 4276
حكى محمد بن عبدوس الجهشياري ، في كتاب الوزراء : أن المنصور لما حج ، بعد تقليد المهدي العهد ، وتقديمه فيه على عيسى بن موسى ، دفع عمه عبد الله بن علي ، إلى عيسى بن موسى ، ليعتقله ، وأمره سرًا بقتله ، وكان يونس بن أبي فروة يكتب لعيسى بن موسى ، فعزم عيسى على قتل عبد الله بن علي ، ثم تعقب الرأي ، فدعا يونس ، فخبره بالخبر ، وشاوره ، فقال له يونس : نشدتك الله ألا تفعل ، فإنه يريد أن يقتله بك ، ويقتلك به ، لأنه أمرك بقتله سرًا ، ويجحدك ذلك في العلانية ، ولكن استره حيث لا يطلع عليه أحد ، فإن طلبه منك علانية ، دفعته إليه ، وإياك أن ترده إليه سرًا أبدًا ، بعد أن قد ظهر حصوله في يدك علانية ، ففعل عيسى ذلك وانصرف المنصور من حجه ، وعنده أن عيسى قد قتل عبد الله ، فدس إلى عمومته ، من يشير عليهم بمسألته في أخيهم عبد الله ، فجاءوه يسألونه ذلك ، فدعا بعيسى بن موسى ، وسأله عنه بحضرتهم ، فدنا منه عيسى بن موسى ، وقال له ، فيما بينه وبينه : ألم تأمرني بقتله ؟ قال : معاذ الله! ، ما أمرتك بذلك ، كذبت ، ثم أقبل على عمومته ، فقال : هذا قد أقر بقتل عبد الله ، وادعى علي أني أمرته بذلك ، وقد كذب ، فشأنكم به ، قال : فوثبوا عليه ليقتلوه ، فلما رأى صورة أمره ، صدق أبا جعفر ، وأحضر عبد الله ، فسلمه إليه بمحضر من الجماعة ، فكان عيسى يشكر ليونس بن أبي فروة ذلك ، مدة عمره.
المزيد