سؤال 2599 من 4276
١-حضارة العصر المدهشة هي حضارة العمل والمهارة والتقنية أكثر مما هي حضارة العلم والفلسفة والبحث والحقائق تؤكد أن الجبروت البشري والصناعي الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية، قد حققته بالجد في العمل والمهارة في الأداء أكثر مما بنته بالعلم كما أن نتائج .الاستطلاع التي تجري للشعب الأمريكي تؤكد أنه لا يختلف عن غيره من الشعوب وأنه شعب غير مثقف. فمعظم الأمريكيين لا يعرفون شيئاً عن البلدان الأخرى ولا عن المشاهير من الرجال أو عن الأحداث الكبرى التي لا تمس حياتهم بشكل مباشر.٢-يوثانت بقي سنوات طويلة على رأس هيئة الأمم المتحدة، وكانت صورته تظهر كل يوم في جميع وسائل الإعلام، وكانت مهامه الدولية في نيويورك. مع . ذلك أجاب أكثر المشاركين في استفتاء أجرى لقياس الحصيلة الثقافية بأن ( يوثانت) اسم لأكلة شرقية أو إجابات مشابهة لا تمت إلى المعنى بصلة وهذا واحد من الاف الاستطلاعات الثقافية التي تؤكد ضحالة وتدني معلومات الشعب الأمريكي عما لايمس حياتهم بشكل مباشر، واليابانيون الذين صنعوا هذا التفوق التقاني المدهش وحققوا هذا الازدهار الاقتصادي الباذخ ، لم يُعرف عنهم اتساع الثقافة أو العمق في المعرفة، ولكنهم غرفوا بالجد بالعمل والانضباط في السلوك والمهارة في الأداء والإخلاص في الجهد والصدق في الانتماء. ولم تسمع عن فيلسوف شهير أو عالم كبير في اليابان أو كوريا أو سنغافورة أو غيرها من البلدان التي قفزت إلى الصف الأول أو الثاني في عالم التقنية. لما سمعنا الكثير عن مهارة الإنسان هناك وانضباطه ودقته وقدرته الفائقة في دنيا العمل.٣- هذه الحقيقة الكبرى هي التي رفعت قيمة العمل في البلدان المتقدمة. وهي التي حققت لهذه البلدان استمرار التقدم واطراد الازدهار هذه الحقيقة البارزة هي التي جعلت الدكتور (بوسكيه) وزميله المهندس فاتيبة يقولان أن التفرغ الذهني الزائد يؤدي إلى فقدان الاتصال بالمشكلات الواقعية وهكذا نجد أن التطور التقني المتلاحق والمهارة العملية المتنامية يتطلبان من الإنسان أن يثمن قدراته العملية بشكل منظم يكفل له استمرار القدرة على التلاؤم مع الاحتياجات المستجدة، وإلا أصيبت مهارته بالتيبس والجفاف والقحط.٤-إن الجامعات في العالم الإسلامي لا تقل عددا عن مثيلاتها في الأمم المتقدمة ومع أفواج الخريجين الذين يعيشون بمعلومات نظرية ومع تزايدهم تزداد حالة الإخفاق والفقر في معظم البلدان الإسلامية ولم يستطع هؤلاء النظريون أن يسهموا أي اسهام حقيقي في تحسين أوضاع بلدانهم. إننا مازلنا بحاجة إلى ابراز حقيقة تعلم بالعمل وهو ما يؤكد أن الحضارة الصناعية التي يعيشها العالم المتقدم قد نهضت بالعمل أكثر مما نهضت بالعلم.٥-إنني حين أعيد التأكيد على غياب الجدية في العمل واختفاء المهارة في الأداء، وندرة الإبداع وشيوع التسيب. وفقدان الانضباط، حين أبدى هذا التبرم فإن ذلك بدافع الغيرة على الأمة والرغبة الملحة الصادقة في أن يستعيد المسلمون دورهم الحضاري الرائد أو على الأقل أن يتخلصوا من هوان التخلف وذل الفقر.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!