سؤال 2293 من 4276
١- ميز بعض علماء النفس بين الحياة الوجدانية والحياة الانفعالية أما الوجدانية فهي مجموع الحالات الانفعالية كالرغبة والألم والفرح والحزن وأما الفاعلية فتأتي في صورتين هما الآلية والفعل الارادي والأولى هي كل فعل يتصف بالتلقائية على حين انا كل فعل واع أي : مدرك بالعقل يسمى الفعل الارادي٢- يقوم الوجدان احيانا بوظيفة المنشط والمساعد على تحقيق الفعل الارادي ؛ وذلك حينما نميل الى ما هو مستحب عندنا او مقبول ، فنعمل على تحقيقه ونهرب من العكس . ومن ثم تدخل الاحاسيس في طيات الفعل الارادي الى جانب الادراك والوعي . ويعمل المزاج الانفعالي الجيد وقوة الاحساس على سرعة الاستجابة الارادية ودقتها واذا كانت هذه القوة النفسية في حالة غير جيدة فإننا سنفقد الفعل الارادي حتما . وينبغي ان نشير الى ان كلمة الوجدان لا تستخدم الا في سياق الحديث عن الحياة النفسية الراقية . ٣- ويرى بعض العلماء ان الارادة تقترن بالجهد وهنا يكمن ان نسأل عن حال الفعل الصادر عن العادة وبخاصة الفعل الذي ينفذ من غير جهد ومن غير انتباه اهو فعل ارادي ام غير ارادي؟ يمكن في واقع الامر ان نميز بين نوعين من العادة احدهما العادة التي تتسم بالسلبية ومناقضة الارادة وتتصف بالخمول و الضعف ويذعن لها بعض الناس وهي ليست بغريبة عن الارادة التي كثيرا ما تعمل على مواجهتها ؛ لإيقاف ممارستها ، أو لإضعافها . ٤- والنوع الاخر ، عادة غير ارادية ولكنها مفيدة ترقى بسلوك الانسان وتجعله اكثر انتاجية بمعنى ان يقوم بجهد منظم يؤدي الى الانجاز في وقت قصير وذلك كالنجار وعامل البناء والكاتب واذا حللنا اساس هذا النوع من العادة ؛ وجدناه فعلا اراديا حصل تعلمه بعد جهد ثم اصبح مع الزمن فعلا آليا اطلقنا عليه اسم العادة فحسب . والاحرى بنا ان نضيف الارادة الى اسم هذا النوع لتكن صفه له ٥- والبنية النفسية للفعل الارادي شديدة التعقيد . وقد بسطها قدماء النفسيين بقولهم : انها تتركب من : تصور الهدف وهو ما سمي حضور الفعل قبل تنفيذه يليها الحوار الذاتي سعيا الى وزن الامور للتمييز بين (الضد ) و(غير الضد ) ، وتدخل هنا البواعث والعلل ، أي: العوامل الثقافية والاجتماعية وطبيعة ذهن الفرد الى جانب العوامل الوجدانية اما المرحلة التالية فتتمثل في القرار الذي يعقبه التنفيذ العملي ، أي: ترجمة القرار الى فعل . ٦- وعن تربية الارادة نقول بإيجاز تتضافر مجموعة عوامل لتربية الارادة منها ما يتعلق بالصحة العامة للإنسان ومنها عناصر النظام التربوي التي تقوي الثقة بالنفس وتزرع نزعة المبادرة والتفكير على نحو منطقي، والقدرة على تحديد الهدف مع الرؤية الشمولية لمعطيات الحالة ومنها المحيط الاجتماعي السليم الذي يسعي لتنمية المشاعر السامية والحفاظ على الحماسة لمواجهة التردد والشك وتنمية الاستعداد الوجداني والذهني للعمل بروح فريق. ٧- وكلما ازدادت العادات الارادية عند الانسان في مجال ما ازدادت قدرته على سرعة تحقيق ارادات اخرى تنتمي الى المجال نفس فالذي اعتاد ان يضحي بالعاطفة امام العقل والواجب بلا تردد ؛ فإنه يتغلب تلقائيا على الصعوبات التي تواجهه بسبب الصرع بينهما اما علاقة الارادة بالوراثة فحديث ذو شجون لا يستوعبها المقام.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!