سؤال 1668 من 4276
لو عرف المحسود ما للحاسد عنده من يد، وما أسدى إليه من نعمة لأنزله من نفسه منزلة الأوفياء المخلصين، ولوقف بين يديه تلك الوقفة التي يقفها الشاكرون بين أيدي المحسنين. لا يزال صاحب النعمة ضالا عن نعمته، لا يعرف لها شأنًا، ولا يقيم لها وزنًا، حتى يدله الحاسد عليها بنكرانها، ويرشده إلى تحقيرها، والغض منها، فالحسود يدعي أنه صادق في نصيحته وهو ليس بصادق. فهو الصديق في ثوب العدو، والمحسن في ثوب المسيء. ينقم الحاسد على محسوده نعم الله عليه، ويتمنى لو لم تبق له واحدة منها وهو لا يعلم أنه في هذه النقمة، وفي تلك الأمنية قد أضاف إلى محسوده نعمة هي أفضل من كل مافي يديه من النعم. وجه الحاسد ميزان النعمة ومقياسها، فإن أردت أن تزن نعمة وافتك فإرم بخيرها في فؤاد الحاسد، ثم خالسه نظرة خفيفة، فحيث ترى الكآبة والهم فهناك جمال النعمة وسناؤها.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!