سؤال 1573 من 4276

ماذا يقصد الكاتب بكلمة (نافح)؟

1- يعقد ابن خلدون في كتابه المقدمة فصلا خاصا في قضية أن لغة العرب في العهد المخصص للدراسة، هي لغة مستقلة مغايرة للغة مصر وحمير، بحيث يلاحظ في هذا الشأن أن اللغة العربية قسمان: لغة مصر ولغة حمير، وهذا التقسيم مأخوذ من الأحاديث النبوية: جيث نجد استعمال الميم كأداة تعريف في لغة حمير: (البر= أصبر و الناقة = أمانقة والضرب = أمضرب والقصر = أمقصر والصيام = عن لغة أمصيام...)، ولغة مصر هي الفصحى. كما يلاحظ في هذا الفصل الخلدوني المخصص للغة، أنه أخرى غير العربية الفصحى المصافحة والتي هي لغة التخاطب اليومي الفة اخرى المعروفة وهذا ما يؤكده في قوله: اعلم ان عرف التخاطب في الأمصار وبين الحضر ليس بلغة مصر القديمة ولا بلغة أهل الجيل، بل هي لغة أخرى قائمة بنفسها بعيدة عن لغة مصر وعن لغة هذا بل هي لغة قائمة بنفسها بعيدة عن لغة مصر وعن لغة هذا الجيل العربي، والذي لعهدنا الجيل عن لغة مصر أبعد، فأما إنها لغة قائمة بنفسها فهو ظاهر يشهد له مافيها من التغايرالذي بعد عند اهل صناعة أهل النحو لحنا. وهي مع ذلك تختلف باختلاف الأمصار في اصطلاحاتهم، فلغة أهل المشرق فباينة بعض الشيء للغة أهل المغرب وكذلك أهل الأندلس معهما وكل منهما فتوصل بلغته الى تأدية مقصودة والإبانة عما في نفسه. الأمر الذي يفسر ويلخص الفرق- حسب ابن خلدون دائما- بين الدارجة خطأ،فنجد مثلا في الدارجة: كتب محمد كتاب بينما في الفصحى نجد كتب محمد كتابا، ما يؤكد أنه لم يفقد من أحول اللسان المدون إلا حركة الإعراب في أواخر الكلم، الذي لزم في لسان مضر طريقة واحدة ومنهجاً معروفا، هذه الدارجة التي في نظر ابن خلدون ظهرت نتيجة لتدهور الفصحى، حيث فسدت ملكة لسان مصر؛ من خلال مخالطتهم الأعاجم فانقلبت اللغة الى لغة أخرى؛ أي ظهرت الدارجة.

أسئلة مشابهة في استيعاب المقروء