سؤال 1493 من 4276
۱. الهيبرتكست هو التعبير الوصفي لأحدث أشكال الكتابة الإلكترونية وهو يشكل نصا إلكترونيا يرتبط بنصوص أخرى عن طريق روابط داخل النص، والكلمة يمكن ترجمتها حرفيا (النص الفائق) وهي ترجمة غير معبرة ""hypertextعن صفات الهيبرتكست، ومن ثم آثرنا كتابتها بالحروف العربية كما تنطق في لغتها الأصلية، ويثير الانتشار الواسع للكلمة الإلكترونية والشاشة على حساب الكلمة المطبوعة والورق قضية النص الإلكتروني، وإمكان اختفاء النص المطبوع باعتباره مرحلة من مراحل تكنولوجيا لا يمكن لها الخلود، مثلما كنا نتصور فهل يمكن أن ينقرض الكتاب المطبوع؟ ۲. لنبدأ قصة الكتابة من البداية حتى نستطيع فهم قضيتنا، فقد كانت اللغة (الشفهية) أولى وسائل الاتصال الفعالة بين البشر، واختصرت بإمكاناتها الداخلية الهائلة زمن التعبير وأمدته بدقة لم تكن ممكنة من دونها، في هذه اللغة ولدت المعرفة الإنسانية كلها : الآساطير، والعلم، والدين، والفلسفة، إلا أن الكلام المنطوق المولود في الصوت والحادث في الزمن لا يمكن أن يحفظ لنا خبرة كما هي، كما أنه لم يكن قادرا على الانتقال الحر في الزمان والمكان، ومن ثم جاءت الكتابة والطباعة، والحاسوب (الكتابة الإلكترونية) كتكنولوجيا اخترعها الإنسان في محاولة لتخزين الكلمة وضمان سهولة نقلها في المكان والاحتفاظ بها ومن ثم استعادتها في أي وقت على أن هذه التقنيات التي تتعامل مع المعرفة العقلية تعبيرا وتخزينا، وتنظيما، وتداولا . مارست ولا تزال تمارس تأثيرا جذريا على العقل نفسه، فعلى سبيل المثال ومنذ الستينيات من القرن العشرين درس كثير من الباحثين تأثير الكتابة النسخية والطباعة على عقل الإنسان ودينامياته النفسية ۳. ومن ثم تأثير ذلك على تصوره لذاته وعلاقته بالكون والآخرين وبالتالي على تصوره العقيدي إن علاقتنا مع الكتابة على الأوراق علاقة حميمة، فنحن الذين نخلق الكلمات المكتوبة، بل إن عملية تعليم الكتابة ذاتها هي في الحقيقة تدريب العقل لتوظيف عضلات الذراع لتتحكم في تصوير الحروف والكلمات لنشكل منها مادة المعرفة، ويرى والتر أونج في كتابه (الشفاهية والكتابة ) أن هذه العملية البسيطة في ظاهرها غيرت الوعي الإنساني كما لم يغيره أي اختراع آخر، فقد حولت الكلمة المنطوقة - المسموعة والحادثة في الزمان إلى كلمة مرئية محصورة في المكان، أي أنها حولت المعرفة العقلية إلى شكل مادي هو الكلمات المكتوبة، ليس هذا فقط بل إن الكلمة المكتوبة غير قابلة للدحض أو المساءلة، يقول أونج : ( ... وليس ثمة طريقة مباشرة لدحض النص حتى بعد التفنيد الكامل للكتاب، يظل النص يقول ما قاله من قبل تماما وهذا هو أحد أسباب شيوع عبارة "الكتاب يقول" بمعنى أن القول صحيح وهو أيضا أحد الأسباب التي من أجلها أحرقت الكتب
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
ت ابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!