سؤال 1456 من 4276
۱- أبو حيان التوحيدي من أشهر أدباء القرن الرابع الهجري ومفكريه، وصفه ياقوت الحموي بقوله: "فيلسوف الادباء وأديب الفلا سفة ." ومع ذلك فقد أهمله مؤرخو عصره وتجاهلوه، واستمر هذا التجاهل إلى أن كتب ياقوت معجمه المشهور، فخص التوحيدي بترجمة ضافية ضمنها التعبير عن دهشته واستغرابه لتجاهل سابقيه لشخصية مرموقة مثل شخصية التوحيدي. واعتمد في ترجمته كثيرا على ما ذكره التوحيدي عن نفسه في مؤلفاته. ۲- وعلى الرغم من أن التوحيدي حاول جاهدا أن يحسن من أحواله عندما اتصل ببعض كبار رجال الدولة. من أمثال الوزير المصلي وابن العميد والصاحب بن عباد وغيرهم، فإنه كان يعود كل مرة مخيب الظن يندب حظه العاثر، ولا نبالغ إذا قلنا: إن حياة التوحيدي كانت سلسلة من الإخفاقات والإحباطات المتتالية، تسبب التوحيدي نفسه في خلق أكثرها، فقد كان سوداوي المزاج مكتئبا حزينا متشائما حاقدا عل الاخرين، مغرما بثلب الكرام، كارها العامة من أصل زمانه، وحاسدا الخاصة منهم. وكان إلى جانب هذا كله. معتدا بنفسه وبأدبه أشد الاعتداد. طموحا إل حد التهور: لذلك عاش أغلب عمره يعاني من صراع عنيف بين طموحه المفرط وبين واقعه المؤلم المليء بكل ألوان الفشل والحرمان وقد أجبره هذا الصراع في نهاية الأمر على الاستسلام لليأس والارتماء في أحضان التصوف هربا من واقعه المرير ولعل حادثة إحراق التوحيدي لكتبه في أواخر -حياته خير دليل على مدى تمكن اليأس من نفسه. والزهد في أهل عصره. وعلى الرغم من حادثة إحراقه الكتب هذه وهي حادثة رمزية بطبيعة الحال فقد قام بها التوحيدي احتجا ًجا على مجتمعه فقد ترك لنا التوحيدي مجموعة من الأعمال الأدبية والفلسفية والصوفية المتميزة في تاريخ مكتبتنا العربية.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!