سؤال 1046 من 4276

من الفقرة (٢) معنى (قرة عين) لوالديه:

١) قال (دبشليم ملك لبيدبا الفيلسوف) اضرب لي مثل الرجل العجلان في أمره من غير روِّية ولا نظر في العواقب، قال الفيلسوف: إنَّه مَنْ لم يكن في أمره متثبتًا لم يزلْ نادمًا ويصير أمره إلى ما صار إليه النَّاسك مِن قتل (ابن عرس) وقد كان له ودودًا. قال الملك: وكيف ذلك؟٢) قال الفيلسوف: زعموا أنَّ ناسكًا من النُّساك كانت له امرأة صالحة مكثا زمنًا لم يُرزقا ولدًا. ثمّ حملت منه بعد الإياس فقال لزوجته: أبشري فإنّي أرجو أنْ يكون غُلامًا فيه لنا منافع وقرة عين فأختار له أحسن الأسماء وأحضر له جميع المؤدّبين فقالت المرأة: ما يحملك أيُّها الرجل على أن تتكلم بما لا تدري أيكون أم لا؟ ومَنْ فعل ذلك أصابه ما أصاب الناسك المُهريق الذي أراق على رأسه السمن والعسل، قال لها: وكيف كان ذلك؟٣) قالت: زعموا أنَّ ناسكًا كان يُجرَى عليه من بيت تاجرٍ في كل يوم رزقٌ من السمن والعسل، وكان يأكل من قوته وحاجته ويرفع الباقي، وبينما الناسك ذات يوم مستلقٍ على ظهره والعكَّازة في يده تفكّر في غلاء السمن والعسل. فقال: سأبيع ما في هذا الكوز بدينار وأشتري به عشرة أعنز فيحبلْنَ ويلدْنَ في كل خمسة أشهر مرَّة، ولا تلبث إلَّا قليلًا حتى تصير معزًا كثيرًا، فلا تأتي عليَّ خمس سنين إلا وقد أصبت مالًا كثيرًا، فأبني بيتًا فاخرًا وأتزوج امرأةً صالحةً تأتي لي بغلام نجيب، فإذا ترعرع أدّبته وأحسنت تأديبه. فإن قَبِل منّي وإلَّا ضربته بهذه العكازة، وأشار إلى الكوز فكسره فسال ما فيه على وجهه. وإنَّما ضربت لك هذا المثل لكي لا تعجل بذكر مالا تدري أيصحُّ أم لا يصح؟فاتعظ النَّاسك بما حكت زوجته.٤) ثمَّ إنَّ المرأة ولدت غلامًا ففرح أبوه به، وبعد أيامٍ حان لها أن تقضي بعض أغراضها فقالت المرأة للناسك: اقعد عند ابنك حتى أذهب إلى السوق فأشتري وأعود، فخلَّفت زوجها والغلام فلم يلبث أن جاءه رسول الملك يستدعيه ولم يجد من يخلفه عند ابنه غير (ابن عرس) داجنٌ عنده كان قد ربَّاه صغيرًا فهو عنده عديل ولده، فتركه الناسك عند الصبي وأغلق عليهما الباب وذهب مع الرسول.٥) ثمَّ جاء الناسك وفتح الباب فالتقاه (ابن عرس) كالمبشِّر له بما صنع، فلمَّا رآه ملوثًا بالدم وهو مذعور طار عقله وظنَّ أنَّه قد خنق ولده. ولم يتثبت في أمره ولم يتروَّ فيه، ولكنَّه عجَّل"ابن عرس"بعكّازة كانت في يده على أمِّ رأسه فمات، ودخل الناسك فرأى الغلام سليمًا حيًّا وبقربه أسود مقطَّع، فلمَّا عرف القِصَّة لطم على رأسه وقال: ليتني لم أُرزق هذا الولد ولم أغدرْ هذا الغدر. ودخلت امرأته فوجدته على تلك الحال فقالت له: ما شأنك؟ فأخبرها بالخبر، فقالت: هذه ثمرة العجلة فهذا مَثَلُ من لا يتثبت في أمره بل يفعل أغراضه بالسرعة والعجلة.

أسئلة مشابهة في استيعاب المقروء