سؤال 1031 من 4276
١- إنَّ من أهم المبادئ والممارسات التي ازدهر بها الغرب هو الأخذ بمبدأ التغليب والترجيــح فهــم لا يدَّعــون الكمال لأنفسهم ولا لأعمالهم ولا لمعارفهم، إنَّ تمركز الإنسان من أبرز أوَّليات الطبيعة البشرية، وهذا التمركز جعل الإنسان يتوهّم أنَّ الأرض هي مركز الوجود فيعتقد أنَّ كل الأفلاك تدور حولها ثمَّ اتضح له بعد آلاف السنين أنَّ هذه الأرض ليست سوى هبّةٍ في هذا الكون المذهل. وهذا التمركز قد أوهمه بأنَّه مقياس الأشياء، فالنافع هو ما كان نافعًا له حتى لو كان يضرُّ غيره، والضارُّ هو ما كان ضارًّا به حتى لو كان نافعًا لغيره.٢- إنَّ تمركز الإنسان سواء على مستوى الفرد أم على مستوى الدوائر الكبرى هو من أعمق أسباب الجهل والظلم والتخلُّف، وهذا التمركز الأوَّليّ التلقائيّ يتفرّع إلى دوائر كثيرة مغلقة تبدأ بدائرة الفرد حيث تتضخَّم حقوقه في نفسه، وبعد دائرة تمركز الفرد حول ذاته الضيّقة تأتي دائرة تمركز الأسرة في العشيرة ثم القبيلة ثم تمركز أهل القرية ثم الأقرب فالأقرب.٣- إنَّ التمركز الثقافي يُؤدِّي إلى العقم والتآكل. فالعقل البشري يتخدَّر ويستسلم لما هو سائد إذا لم يواجه بتناقضات الأفكار والأوضاع، فمن طبيعة العقل أنَّه يمتصُّ في الصِّغر ما هو سائد وتستمر ثقته به واقتناعه بصوابه مهما كان خاطئًا إلَّا إذا وُوجِه بأفكار مغايرةٍ فالعقل لا يثيره ويحرِّك قدراته سوى المواجهة الدائمة مع تصورات مختلفة فهي التي تضطره إلى المراجعة المستمرّة والفحص الدَّقيق.٤- إنَّ في العالم نمطين ثقافيين يُوجِّهان حياة المجتمعات: الأوّل هو نمط الانغلاق نمط الثنائيات القاطعة: الإثبات والنفي، الأخيار والأشرار، الحق والباطل،...إلخ، إلى آخر الثنائيات التي تفصل فصلًا تعسُّفيًّا بين الأشياء المتداخلة، أمّا النمط الثاني من الثقافات: فهو القائم على الامتداد والانفتاح على الآفاق فهو لا يتمركز حول نفسه ولا يدّعي الكمال ولا يتوهم الوصول إليه وإنَّما يغذِّي ذاته من كل الاتجاهات ويَرويها من كل الروافد ويأخذ في أحكامه ورُؤاه ومواقفه بمبدأ التغليب والترجيح لأنّه يؤمن باستحالة الكمال لأيّ كائن في هذه الحياة الدنيا.٥- إنَّ بعض المجتمعات المتخلفة حين يتوفر لها الرخاء المؤقت الذي لم يكن من إنتاجها وإنما كان فيضًا من أرضها تتوهم أنها مزدهرة، وتتجاهل أنَّ مخزون أرضها هو الذي مكّنها مؤقتًا من أن تشارك في المسيرة الحضارية مع أنها ليست سوى مستهلك خامل كسول، لقد استجلبت هذه المجتمعات التقنيات والمنتجات والعلوم من المجتمعات المزدهرة واقتبست شكليات التعليم وعمّمت المدارس وأنشأت الجامعات، ولكن التمركز الثقافي أبقى العلوم منفصلة عن حركة المجتمع وأبقى الثقافة الحديثة خارج البنية الذهنية العامة.٦- إنَّ من أهم المبادئ والممارسات التي ازدهر بها الغرب هو الأخذ بمبدأ التغليب والترجيح، فهم لا يدَّعون الكمال لأنفسهم ولا لأعمالهم ولا لمعارفهم، ولا يتوقّعون الكمال لأيّ شيءٍ في هذه الدنيا، وهذا الشعور بالبُعد عن الكمال هو أحد حوافز العمل، فهم يُواصلون الجُهد دون كَلَل ويعتبرون الكمال في الفكر والفعل حلمًا يستحيل تحقيقه ولا بدَّ من الاستمرار في ملاحقته.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!