سؤال 807 من 4276

نفهم من الفقرة (٥) أن الناس يرون المحاكاة:

١- العالم الافتراضي أصبح موجود في حياتنا وهناك أناس كثيرون يستخدمونه. ويمكن تعريف العالم الافتراضي بشكل مبسط بأنه تجسيد تخيلي بوسائل تكنولوجيا متطورة للواقع الحقيقي، لكنه ليس حقيقيًا؛ بحيث يعطينا مساحات لا نهائية للضوء، والامتداد، والصوت، والإحساس، والرؤية، واضطراب المشاعر كما لو أننا في الواقع الفيزيائي الطبيعي. كما أنه يمكن الفرد من المرور بخبرات قد لا يستطيع أن يتعلمها في الواقع الواقع الحقيقي لعدة أسباب منها: خطورة تنفيذه في الواقع، أو التكلفة المالية العالية، أو ضيق الوقت، أو غيرها من الأسباب. ٢- فيما يشبه ذلك محاكاة الطيران أن شركات الطيران تستخدمها للتدريب، وأن المتدرب يشعر كأنه واقعي حيث يرتدي سماعة ويظهر على الشاشة أمامه العالم من حوله وكأنه يطير فعليًا، يهبط ويقلع. وإذا كان في موقف خطر يشعر به كأنه حقيقة، ونفس الشيء مع الطائرات الحربية باختلاف أن الأخرى تطلق صواريخًا، وأشخاصها يتدربون على الدفاع. إن هذه التقنية تعتبر نقلة نوعية في عالم البرمجيات حيث تقوم على المزج بين الخيال والواقع من خلال خلق بيئات صناعية حية تخيلية قادرة على أن تمثل الواقع الحقيقي وتهيء للفرد القدرة على التفاعل معها. وتستخدم هذه التقنية في مجالات شتى: كالطيران، والطب، والهندسة، والعمارة، والتدريب العسكري، والقضاء، والتعليم؛ فهي لا تقتصر على مجال معين فقط لكنها تفيد في جميع الميادين خاصة الميادين التي تحتاج إلى تدريب. ٣- الشخص الذي يجرب المحاكاة يرتدي نظارة يظهر على زجاجها شاشة تنقل له الصورة كأنه في الواقع. ولو افترضنا أنه في غابة إذا لف رأسه يمينًا يرى الغابات والأشجار، وتحاكي النظارة التصوير بسرعة حركة الشخص لكي تجعله يتخيل أنه واقعي ونفس الشيء عندما يدخل قصرًا ويدخل غرفة فيشعر كأنه يريد أن يستلقي على الأريكة. وتلعب الأبعاد الثلاثية دورًا رئيسيًا في تقنية الواقع الافتراضي؛ حيث تعطي نماذج شبيهة بالواقع، وتجعل المتعامل معها يندمج تمامًا كأنه مغموس في بيئة الواقع ذاته، وهذه التقنيات تشترك فيها حواس الإنسان؛ كي يمر بخبرة تشبه الواقع بدرجة كبيرة لكنها ليست حقيقة. يتم خلالها استخدام مجموعة من الأجهزة والأدوات مثل: النظارة، والقفازات، وغطاء للرأس تمكنه من اللمس، والشعور، والرؤية، والسمع؛ حيث تقوم النظارة بتحويل الذبذبات من الحواسيب إلى صورة حقيقية في الواقع الافتراضي، وذلك لأن برامج تطور بيئة الواقع الافتراضي تهيء للمستخدم بيئة تسمح له بالتفاعل معها وكأنها بيئة حقيقية مما يشعره بالراحة والطمأنينة. ٤- لقد صمم العالم الافتراضي لكي يعيش الإنسان في أي واقع يريده، ويندمج مع هذا العالم وينسجم وينغمس فيه، وهناك ثلاثة عوامل للانغماس. والجدير بالذكر أن أكبر ممثل لتطبيقات الواقع الافتراضي الألعاب الكمبيوترية فقد أصبحت واقعًا حيًا الآن في كل بيت مما أدى إلى تساؤل الأهل باستمرار عما إذا كانت الألعاب الكمبيوترية والفيديو هدايا مسمومة، وقد ارتفعت بعض الأصوات متهمة ألعاب الفيديو والكمبيوتر بتأثيرها السلبي على الأولاد، وإصابتهم بحالات من الهيجان والانفعالات. وقد رصدت بعض الحالات لكن لدى أشخاص مرضى أساسًا. وفي المقابل فإن الألعاب تخلق جو من الإثارة والحماس؛ مما يجعل المراهقين كثيري الحركة والنشاط، ولكن دقائق قليلة وتستكين طاقتهم.٥- يجب على الإنسان أن يتعامل مع العالم الافتراضي بحذر لأن بعض الناس و الأطفال قد يستخدمونه، أو يلجؤوا إليه للهرب من الواقع ومشكلات حياتهم؛ وهذا يسبب ضررًا للإنسان. وعلى الجانب الآخر يجد البعض أن الألعاب تحرم الأطفال من المشاركة، وتبعدهم من أترابهم، وتولد لديهم تبعية يصعب التخلص منها، والأسوأ من ذلك أنها تفصلهم عن الواقع، وتجعلهم عنيفين بالتقليد. وفي المجمل فإن الواقع الافتراضي له إيجابيات كثيرة في مجالات التدريب والتعليم والهندسة والعمارة والأمن والطب والترفيه وغير ذلك من المجالات؛ فهي تفتح عوالم جديدة لطموح الإنسان، وتتيح له أن يطل على عالم مفترض ليطلق فيه عنان أفكاره، وأن يوسع مداركه، وأن يمر بخبرات قد يكون من الصعب أو من المستحيل اكتسابها في الواقع الموضوعي، وأن يحقق أهدافًا طالما راودت مخيلته. ولن يمضي وقت طويل قبل أن يصبح من العسير فصل هذا الواقع التخيلي والوهمي في حياتنا اليومية؛ لأن هذه المحاكاة تجعله يشعر كأنه حقيقي فهو غير واعٍ بعدم واقعيتها.

أسئلة مشابهة في استيعاب المقروء