سؤال 596 من 4276
١) استخدمت البشرية منذ فجر التاريخ معادن كثيرة مثل الذهب والأحجار الكريمة في أغراض شتَّى، إلَّا أنَّه لم تعرف من بين معادن الأرض معدنًا أثَّر فيها بصورة مباشرة منذ فجر حياتها كما أثر فيها الملح الصخري، ورغم اكتشاف ما يُقارب ألفي معدن تتفاوت فيما بينها في النَّفع والجدوى، فإنَّ الملح الصخري ظلَّ على حاله من النفع الكبير والأهمية القُصوى في حياة الناس.٢) هل طعم الملح الصخري هو ما يميّزه فقط؟ بالطبع لا فإنَّ الملح الصخري له أهمية كبيرة جدًا لكلٍّ من الإنسان والحيوان والنبات؛ فهو يعمل على معادلة الماء في الجسم، ويُساعد في عمليّة التمثيل الغذائي الّتي تحدث في الخلية، وهي ضروريّة جدًّا للاستمرار على قيد الحياة، كما أنَّ جسم الإنسان البالغ يحتوي على ١٠٠ جرام تقريبًا من الملح، ويفقد ربعها يوميًّا عن طريق البول والتّعرّق، الأمر الذي يتطلَّب تعويض هذا النَّقص باستمرار، وإلَّا تعرَّض لأمراض قد تؤدِّي إلى الوفاة.٣) بتكون الملح الصخري من كلور وصوديوم، ويعد الملح سريع الذوبان في الماء فمعدَّل ذائبيته تساوي ٣٥٩ جرام / لتر، وعندما يُذاب الملح فيه فإنّه ينفصل إلى أيون الصوديوم وأيون الكلوريد، والصوديوم مهمٌّ لجسم الإنسان كي يعملَ بصورة سليمة فالأعصابُ والعضلات تحتاج إلى الصوديوم لتقوم بوظائفها لأنَّه يلعب دورًا رئيسيًا في نقل إشارات أعصاب الحواس إلى المخ. أمَّا الكلور فإنَّه يدخل في تركيب حمض (الهيدروكلوريك) الذي تُفرزه المعدة على الطعام، فتحوّله من مواد معقَّدة التركيب إلى مواد بسيطة، يستطيع الجسم امتصاصها والاستفادة منها، وهذا ما يعرف بعملية الهضم.٤) أما تركيب حمض (الهيدروكلوريك) فيعد المكوّن الرئيس للعصارة الهضمية، حيث يعمل حمض (الهيدروكلوريك) على خلق مناخ مناسب لتوازن الأحماض والإنزيمات الخاصة بالمعدة، حتَّى تعمل هذه الإنزيمات على هضم الطعام، وقتل البكتيريا والجراثيم الموجودة بالمعدة.٥) ومن نِعَمِ الله أنَّ الملح الصخري ليس من الثروات المعدنية النادرة بل هو من الثروات المعدنية المتوفرة التي لا يسري عليها عامل النضوب مهما زادت كمية الاستهلاك، فالملح الصخري يدخل ضمن إطار ما يُعرف بالمعادن المتجددة؛ لأنَّه يمكن الحصول عليه بصورة دائمة من مياه البحار والمحيطات، فالملح الصخري يشكل أكثر من ٧٥٪ من مجموع الأملاح الذائبة فيها، وللحصول على الملح الصخري من مياه البحار لا بُدَّ من وجود بيئات رسوبية طبيعية لذلك، كالبيئة الداخل حوضية وهي البحيرات الشاطئية، وهي التي تشكَّلت في الأحواض الرسوبية وكذلك تمَّ تجميعها في تلك الأحواض وتُسمّى (أحواض الترهل)، والبيئة الخارج حوضية وهي التي تشكّلت خارج الحوض الترسيبي ثم جلبت إلى داخل الحوض الترسيبي وتسمى أيضًا (أحواض الصدع). وفي حالة عدم توفر هاتين البيئتين يلجؤون إلى إقامة ملَّاحة صناعية.
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!