سؤال 352 من 4276

نستنتج من الفقرة (١) أنه ذكر فيها:

١) لا يستطيع أحدٌ أن ينكر أهمية الوحدة، ودورها في النمو والتقدم والازدهار لدى الجميع، كما لا ينكر أحد خطورة التمزق والتناحر الداخلي والصراع فيما بين الأمم، ودوره في تكريس التخلف والانحطاط المُزري لدى الجميع.٢) وقد جرّبنا هذه الحقائق في تاريخنا الطويل أكثر من مرّة، وفي أكثر من مرحلة حاسمة، فبعد أن كنّا أمّة تعيش في صحراء الجزيرة على طرف العالم، عندما كانت الأحوال في الجاهلية مضطربة والأيدي مختلفة والكثرة متخلفة، إذ بنا نتحوّل بفضل الوحدة التي شادها الإسلام، إلى أكبر قوّة في المنطقة تحكم لعدّة قرون أكب مساحة في الأرض تمتدُّ من أقاصي الصين إلى أعماق إفريقيا، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا.٣) كانت هذه تجربتنا الأولى، أمّا الثانية فقد كانت على النقيض من ذلك. حيث سقطنا تحت أقدام المغول، وانهزمنا أسوأ وأخزى هزيمة لم يشهدلها التاريخ مثيلًا، وذلك لأننا كنّا قد مهدنا لهم الطريق، وحّمنا مسبقًا كافة القلاع والأسوار والحصون باقتتالنا الداخلي المريع وصراعنا الطويل في أواخر العصر العباسي حتى لم تبق قطرة دمٍ واحدة في عروقنا، فاستسلمنا بسهولة لجيوش المغول المتوحشة التي أخذت تنهش في جسدنا المتحضر بضراوة لا تعرف الرحمة.٤) وكذلك في الأندلس حيث تقاتل الأمراء فيما بينهم ردحًا من الزمن، ولمّا خارت قواهم، ونزفت دماؤهم، وأنهكوا تمامًا انتهزت القوى المتربصة الموقف، واجتاحتهم بسهولة ويسر، وقضت عليهم، وأبادتهم عن بكرة أبيهم.

أسئلة مشابهة في استيعاب المقروء