سؤال 199 من 4276
الخلق هو شعور المرء بأنَّه مسؤول أمام ضميره عما يجب أن يفعل، لذلك لا يُسمّى الكريم كريمًا حتى تستوي عنده صدقة السر وصدقة العلانية، ولا الرحيم رحيمًا حتى يبكي قلبه قبل أن تبكي عيناه، ولا العادل عادلًا حتى يقضي على نفسه قضاءه على غيره، ولا الصادق صادقًا حتى يصدق في أفعاله صدقه في أقواله. التخلق غير الخلق وأكثر الذين نسميهم فاضلين متخلقون بخلق الفضيلة لا فاضلون؛ لأنَّهم إنَّما يلبسه هذا الثوب مصانعة للناس أو خوفًا منهم أو طمعًا فيهم، فإن ارتقوا عن ذلك قليلًا لبسوه طمعًا في الجنة التي أعدَّها الله للمحسنين، أو خوفًا من النار التي أعدَّها الله للمسيئين. أمَّا الذي يلعن المعصية لأنَّها حسنة أو يبتعد عن المعصية لأنّها سيئة، فذلك من لا تعرف له وجود. لا ينفع المرء أن يكون زاجره عن الشر خوفه من القانون أو خوفه من الناس؛ لأنَّ الناس لا ينفرون من الرذائل بل ينفرون ممّا يضر بهم، رذائل كانت أم الفضائل، وإنَّما ينفع المرء أن يكون ضميره هو الضوء الذي يهتدي به ومناره الذي يستنير بنوره في طريق حياته، وما زالت الأخلاق بخير حتى خذلها الضمير وتخلّى عنها، وتولّت قيادتها العادات والمصطلحات، والأنظمة ففسد أمرها، واستحالت إلى صور ورسوم وأنابيب وألاعيب
المزيدأسئلة مشابهة في استيعاب المقروء
تابعنا على تيليقرام واستعد لاختبارك مع أهم التدريبات والنصائح!