سؤال 83 من 4276
١- أحجم كثيرٌ من شبابنا اليوم عن القراءة والاطلاع، وهذا في غياب دور الأسرة عن توعيتهم في أهمية تنمية حب القراءة والاطلاع، فكيف نقنع شبابنا بأهمية القراءة والاطلاع؟ حيث إنّ أسباب تلك الظاهرة هي أنّ شباب اليوم غير مهتمٍ بالقراءة، وحسبه فقط ما يدرسه في المدارس والجامعات والمعاهد، ويرى بعضهم أنَّ أهم شيء هو الإجازات التي يحملونها معتقدين أنّهم وصلوا لقمة العلم والمجد مع أنّ ما حصّلوه من العلم في جامعاتهم ما هو إلّا نقطةٌ في بحر العلم، كما أنّ بعضهم إنْ قرأ لا يقرأ إلا في مجال تخصصه ولا يكترثون بالقراءة والاطلاع وزيادة معلوماتهم وتنمية ثقافاتهم في المجالات المختلفة. ويرى بعضهم أنّه ليس لديه الوقت الكافي للقراءة.٢- هنا نتساءل هل الوعي الأسري له دور في تنمية حب القراءة عند الشباب؟ فمن المؤكد أنَّ الإجابة (نعم) ولكن هذا الوعي غير موجود إلا نادرًا، فالآن كثيرًا ما نجد بالمنازل مكتبات مليئة بالكتب؛ ولكنها وضعت فقط للزينة، ولا نجد أي اهتمام بما وضع فيها من نوع الكتب أو محتواها.٣- العديد من الشباب يكتفي بتحصيله الدراسي على كراسي الدراسة، وهذا خطأ جسيم؛ لأنَّ ما يحصله الطلاب في المدارس والجامعات والمعاهد ليس كفيلًا بتثقيفهم على الوجه المطلوب. وبالتالي قلّ عدد المترددين على المكتبات، حتى المكتبات في أغلب البيوت تُتخذ كزينة وتجميل للمنازل فقط، ولعلاج هذا يجب توفير ولو ساعة يومية على الأقل للقراءة والتثقيف، فللقراءة دور مهم في كشف ما تنتمي له روحك، وما ينتمي له فكرك، وتعطيك مفتاحًا يجعلك قادرًا على فهم نفسك، والتعامل معها أولًا، ثمَّ التعامل مع الحياة المحيطة بك بكل ما فيها، وذلك ما لا تستطيع الدراسة وحدها أن تقدمه للطالب؛ لأنها تنحصر في أشكال محدودة من المعلومات.٤- نلاحظ في الآونة الأخيرة أنَّ الأغلبية العظمى من الأشخاص الغير موجودين على كراسي الدراسة ويمارسون القراءة والاطلاع بشكل غير منتظم فبعضهم لا يكاد يصل إلى كتابٍ واحدٍ أو كتابين كل عامٍ أو عامين، أمّا مَنْ هم على مقاعد الدراسة فغالبيتهم هم المستمرّون والمداومون على الاطلاع، وذلك بسبب ارتباطهم بالدراسة، والبحوث المتعلقة بها.٥- لذلك يجب أن نسعى إلى أن نجعل للقراءة والاطلاع تأثير على حياة وسلوك الشباب، ويجب أن يبرز دور الأسرة في تنمية ذلك؛ فبالقراءة والاطلاع سوف ننهض، ونصبح أمة قادرة على فهم مشكلاتها، وما تحتاجه من حلول لمعالجة تلك المشكلات بحكمة وذكاء؛ آملين أن يخرج من هذه الأمة أمثال الإدريسي، والبغدادي، وابن الهيثم، وغيرهم من الذين أدركوا أن الحكمة هي المعرفة القائمة على التأمل.
المزيد